6 يوليو، 2022
الحياة عبارة عن سوق، نبيع فيه المنتجات ونروّج فيه عن الأفكار، ونلفت فيه الأنظار نحو أشياء جربناها نريد للمقربين أن يجرّبوها أيضاً وهذا هو المجتمع الصغير القديم الذي يستخدم التسويق كأسلوب فطري يطبّق استراتيجياته البسيطة، يبيع ويشتري بأسلوب قائم على الربح دون غياب للإعلانات الشفهية التي يستخدمها البائعين (الكيلو بـ 5 ريالات فقط)، أو التسويق الشفهي word of mouth كأن تقول لأحدهم (محمد يبيع مساحيق تجميل طبيعية … لقد حسّنت بشرتي).
أمّهاتنا لديهن خبرة عميقة في التسويق، تظهر في لفت أنظار الآباء إلى شراء آثاث منزلي قيّم باستخدام استراتيجيّات (الزّن)، أو من خلال تكرار الطلب وتكرار الرسائل الإعلانية غير المباشرة مثل (لقد اقتنته أختي منذ 3 أعوام ويحافظ على كفاءة مثالية حتى الآن).
فلو لاحظنا سنجد أن الأمهات تستخدم أسلوب (الزّن) الذي يأتي بنتائج كالنتائج التي تأتي بها الإعلانات المموّلة، فهي تخطط (الخطة هي شراء أثاث منزلي)، وتكتب محتوى إعلاني تشويقي أو ترفيهي أو معلوماتي، وربّما تمزج كل ذلك من أجل الحصول على التارجت، وأسلوبها في استهداف العملاء داخل البيت متنوّع، فهي تعرف قيمة المنتج وتعلم من هو باستطاعته الدفع (الزوج أو الأبناء، أم خطة تشاركية للشراء)، وغالباً ما تحقق الأمهات أهدافهن.
لنتخيّل أن هناك طفل يعرف كيف يلعب كرة القدم، سكن في حي جديد لا يعرفه به أحد، سيخرج بلباسه الرياضي وكرته في زاوية من حديقة الحي ويستعرض الحركات التي يتقنها بالكرة (brand awareness) سينبهر به الأطفال ويحاولون اللعب معه (عملاء جدد)، سيتحدث عنه الموجودين من الآباء والأمهات في جلساتهم المسائية داخل البيوت (booming)، بالفعل سيصل لكل بيت من خلال أسلوبه التسويقي الخاص.
الأمّهات والأطفال مسوّقين أذكياء، جرّب الترويج لخبر معيّن وأنت ستعرف مدى انتشاره خلال ساعات، وربّما دقائق.
نحن جميعاً مسوقون، جميعنا يتمتّع بالذكاء في تخصصات معيّنة، وفريقنا في كليكات من المسوّقين وكتاب المحتوى والمصممين لديهم خبرة تميّزهم في سوق العمل، ربّما لا يكتبون أسمائهم على أعمالهم، لكن عليك أن تعرف، أنه في حال استوقفك تصميم مبدع أو محتوى ذكي، فعليك العودة إلى كليكات وتبدأ الحوار بـ ” أعتقد أن هذا من انتاجكم”، فنحن نتمتع بذكاء الأمهات ولباقة الأطفال.